لماذا يلجأ الأخرون إلى الكوتشنج؟

انتشرت مهنة الكوتشنج في العالم العربي بشكل واسع مؤخرًا، ومع هذا التوسع ظهرت سلبيات وإيجابيات كثيرة. إحدى الإيجابيات هي معرفة الناس بوجود الكوتشنج الذي من المفترض أن يساعدهم على تحقيق أهدافهم وتحسين حياتهم الشخصية والمهنية. أما بالنسبة للسلبيات، فإحداها هي توجه الكثير إلى امتهان هذه المهنة بدون خبرة كافية، مما قد يؤدي إلى ضرر ونتائج سيئة على العملاء. بدأت شخصيات من مشاهير التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع ساخرة تجاه هذه المهنة، مما أثر بطريقة سلبية على الصورة الذهنية العامة تجاه هذه المهنة المؤثرة. ومن هذا المنبر، أخذت على عاتقي نشر الوعي للجمهور العام تجاه الكوتشنج حتى يعرفوا ماهيته وأهميته ومنهجياته التي صنعت الأثر الجميل والتغيير الكبير على ملايين الناس حول العالم. في هذه المقالة سأتحدث عن أهمية الكوتشنج وتاريخه وماهيته.

ماهي أهمية الكوتشنج ولماذا يلجأ إليه الآخرون؟

يتساءل الكثيرون عن فائدة الكوتشنج الحقيقية وقيمته المضافة، فيقول البعض:

 لماذا أذهب إلى كوتش يكلفني الكثير وأنا لدي أصدقاء أثق بهم وأستشيرهم. وتتوفر لدي كل مصادر المعرفة مثل اليوتيوب وجوجل وحتى منصات الذكاء الاصطناعي مثل (*شات جي بي تي) وكما أنني أشارك في دورات تدريبية بشكل دوري ولأوسع من آفاقي المعرفية؟

وردي هو إن كان لديك كل ما ذكرت وتعيش حالة من الرضا في حياة طيبة ومستقرة ومزدهرة على المستوى الشخصي والاجتماعي والمهني، فأنت في الأغلب لست بحاجة ماسة الى الكوتشنج. ولكن هناك آخرون يشعرون بأنهم عالقون في حياتهم وغير راضون عما يحدث لهم، ولم يستطيعوا صناعة التغيير والوصول إلى مبتغاهم، تحدثوا مع أصدقائهم وسجلوا في دورات التنمية البشرية وبحثوا في محركات البحث مثل جوجل ويوتيوب، ولكن دون جدوى ودون تقدم. فائدة الكوتشنج الحقيقية وقيمته المضافة ليست في تزويد العميل بالمعلومات ولا في تقديم النصح والاستشارة، بل في صناعة نتائج تغيير على الشخص نفسه وعلى واقعه الذي يعيشه.

إذا علق الإنسان ولم تستطع كل تلك الموارد مساعدته فإن مشكلته الحقيقية في الأغلب ليست في بيئته الخارجية، ولكنها متعمقة في عالمه الداخلي الواعي واللاواعي، العالم المليئ بأفكاره ومشاعره وأحاسيسه، ومعتقداته، وتصرفاته، وممارساته.

قوة الكوتشنج وفعاليته تكمن في صناعة التغيير في العالم الداخلي قبل الخارجي وتساعد العميل في التحرر من المعتقدات والأفكار والمشاعر المعيقة التي كانت كالستار الذي حجب عنه رؤيته وبصيرته والحبال التي قيدت يديه ورجليه وربطت لسانه. الكوتشنج ليس أداة لنقل المعرفة وإسداء النصح، بل هو أداة لبناء مدارك وآفاق جديدة وصناعة تغيير حقيقي ذو معنى ينعكس على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *