ما هو الكوتشنج؟
ما هو أصل كلمة كوتشنج من وأين أتت؟
يرجع أصل كلمة كوتش Coach إلى منتصف القرن السادس عشر حيث كانت تستخدم هذه الكلمة في فرنسا وهنجاريا لتعبّر عن العربة أو المقطورة التي تسحبها الخيول لنقل الناس من مكان إلى آخر. وفي عام 1830 استخدمت جامعة أكسفورد نفس الكلمة للتعبير عن مدرس التقوية الذي يساعد الطلاب على الانتقال من مستوى متدنٍ إلى مستوى أفضل. وفي عام 1861 تم استخدام نفس الكلمة لتعبّر عن مدرب الرياضة الذي يحسّن ويرفع أداء اللاعبين. وفي بداية التسعينات من القرن الماضي استخدم مؤسس منهجية الكوتشنج توماس ليونارد كلمة كوتشنج في سياق مساعدة الآخرين في جوانب حياتهم المختلفة الشخصية والمهنية ليكون الكوتش هو الذي ينقلك في حياتك من الوضع الذي أنت عليه إلى الوضع الذي تتمنى أن تصبح فيه.
يعود الفضل لـ توماس ليونارد ولورا وايت وورث في تأسيس الكوتشنج في ثمانينات القرن الماضي، ليمر بعدها في مسيرة تطويرية ودراسات تجريبية لتدخل فيها آلاف الأدوات ويُدرّس في كليات علم النفس بعد أن أثبت أثره ونتائجه على مجالات مختلفة منها القيادة المؤسسية والتربية والتعليم والعلاقات الأسرية والتدريب والأعمال وغيرها من المجالات التي تتطلب زيادة الأداء. فاق حجم سوق الكوتشنج اليوم مليارات الدولارات. وأصبح عمالقة الكوتشنج يتقاضون مئات ألوف الدولارات على خدماتهم التي يقدمونها لقادة الدول والشركات الكبيرة والمشاهير والأثرياء، وذلك بسبب نتائجه المبهرة المثمرة التي رصدت نتائجها بالأرقام كعوائد الاستثمار
ما هو الكوتشنج الاحترافي؟
عندما نتحدث عن الكوتشنج الاحترافي فإن هناك مدارس كثيرة تعرّف الكوتشنج وكل مدرسة تراه من زاوية مختلفة، ولكن سأخبرك أولاً بما هو ليس كوتشنج احترافي.
- الكوتشنج ليس علاج نفسي:
العلاج النفسي هو ما يقدمه المعالج النفسي لعلاج الاضطرابات النفسية المعتمدة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية* التي أحدثت خللا في العمليات النفسية أو البيولوجية أو السلوكية لدى الأفراد. حتى تكون جلسات الكوتشنج مثمرة يجب على العميل أن يكون خالٍ من الاضطرابات النفسية.
- الكوتشنج ليس استشارة:
الاستشارة هي الاجتماع مع خبير في موضوع معين لأخذ النصيحة والمشورة منه. ويجب ألا تكون جلسة الكوتشنج تتمحور على تقديم الاستشارة للعميل، كالاستشارة الأسرية أو المالية أو التجارية أو حتى التنمية البشرية. فإذا بدأ الكوتش بإعطائك ارشادات ونصائح وحلول تجاه مشكلتك فيجب عليك أن تعرف بأنه لا يمارس الكوتشنج ولكنه يقدم لك استشارة في التنمية البشرية أو البزنس وغيرها. يجب علي التنويه بأنه يقدم الكوتش في بعض الأحيان النصيحة ولكن تحت مجموعة من الضوابط والمبادئ التي سنتحدث عنها في وقت لاحق بإذن الله
- الكوتشنج ليس دورة تدريبية:
إذا بدأ الكوتش بتقديم عرض تقديمي في تنمية الذات تحولت الجلسة إلى دورة تدريبية فردية وليست كوتشنج. نعم، في بعض الأحيان يساعد الكوتش العميل على تعلم تقنية معينة ومحددة مثل توصيل الفكرة إلى الموظفين في بيئة العمل أو بناء الثقة بالنفس على مواجهة النزاعات، لكنها يجب يصاحب شرح التقنية، ولكن أيضا على المعوقات الداخلية التي تمنع العميل من تطبيق تلك المهارة. كما أنها يجب أن تكون مصاحبة بمنهجية الكوتشنج لتتم ترجمة المعرفة إلى سلوك.
بعد أن عرفنا ما هو ليس بالكوتشنج، الآن يمكننا تعريف الكوتشنج
تعريف الكوتشنج:
الاتحاد العالمي للكوتشنج* يعرف الكوتشنج بأنه شراكة بين الكوتش والعميل في رحلة محفزة للفكر الإبداعي وتوسيع المدارك، تُلهم وتُمكّن العميل من إطلاق إمكانياته على المستوى الشخصي والمهني والقيادي.
تعريفي الشخصي للكوتشنج هو أنه ليس مجرد جلسة فضفضة أو تلقين لنصائح التنمية البشرية. بل هو منهجية تمكينية في صناعة تغيير حقيقي يبدأ من الداخل وينعكس على الواقع. وظيفتي كـ كوتش محترف ليست تلقينك بل هي تمكينك باستخدام منهجية حوارية آمنة وخالية من الاحكام المسبقة، تساعدك على إطلاق قدراتك وتجاوز معوقاتك لتحقيق النتائج التي تصبو إليها على المستوى الشخصي والمهني.
الكوتشنج يقوم على مبدأ رئيسي، وهو أن العميل ليس معطلاً أو مكسورًا ليصلحه الكوتش، بل هو يحمل في داخله كافة الإمكانيات والموارد ليحقق بمشيئة الله ذاته وغاياته. دور الكوتش هو تمكين العميل ومساعدته لخوض رحلته الخاصة به في اكتشاف تلك المصادر وتوظيفها لتحقيق ذاته وأهدافه الحقيقية.
- ChatGPT شات جي بي تي*
- DSM-5 الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية*
- (ICF) International Coach Federation الاتحاد العالمي للكوتشنج*
استجابات